بدأت سوريا تسير على سكة النظام الجديد من خلال إجتماع حضره كل قائد "هيئة تحرير الشام" أحمد الشرع (ابو محمد الجولاني) ورئيس الوزراء محمد الجلالي ورئيس حكومة الإنقاذ محمد البشير", لتحديد ترتيبات نقل السلطة وتجنب دخول سوريا في حالة فوضى, وتم تكليف محمد البشير رسميًا بتولي رئاسة حكومة انتقالية حتى أول آذار 2025.
غير أن في المقلب اللبناني وفيما البحث عن المخفيين في سجون بشار الاسد مستمر, افيد عن عودة الاسير المحرر معاذ مرعب من سجن صيدنايا بعد غياب دام عشرين سنة الى بلدة البيرة العكارية.
وليس بعيدا, يتوجه رئيس حركة التغيير إيلي محفوض والنائب السابق إدي أبي اللمع في العاشرة من قبل ظهر غد إلى قصر العدل في بيروت, للدفع باتجاه تحريك ملف المعتقلين والمخفيّين قسراً في السجون السوريّة, وسعياً لإصدار مذكرة توقيف غيابيّة بحقّ بشار الأسد.
في غضون ذلك, أشار الحزب التقدمي الاشتراكي في بيان الى ان "بعد ورود أخبار عن هروب بعض قيادات النظام المخلوع في سوريا إلى لبنان عبر المعابر الشرعية او عبورهم من لبنان إلى دول اخرى, ينبه الحزب التقدمي الاشتراكي من خطورة تحويل لبنان إلى ملجأ آمن لهؤلاء المسؤولين عن الكثير من الجرائم بحق لبنانيين وسوريين, ويدعو الدولة بكل مؤسساتها الامنية والقضائية إلى تدارك هذا الامر ومنع حصوله كي لا يتحمل لبنان تداعيات قانونية وسياسية نتيجة لهذا الأمر".
ووسط هذه الاجواء, وصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى اسبانيا في زيارة رسمية حيث سيجتمع مع رئيس الوزراء بيدرو سانشيز. من جهة ثانية, ابرق رئيس الحكومة الى ملك الاردن عبدلله الثاني شاكرا له اهتمامه الدائم بلبنان. كما شكره على الهبة الاردنية الجديدة الى الجيش التي وصلت بالامس, وهي عبارة تزويد كتيبتين باثنتين وستين ناقلة جند مما يساهم في تعزيز قدرات الجيش للقيام بمهام جديدة في الجنوب وكل لبنان.
أما ميدانياً في الجنوب, وللمرة الاولى بعد وقف اطلاق النار تمركزت آليات لقوات الطوارئ مع جنود من الجيش اللبناني على مفرق عيناثا بنت جبيل جهة المسلخ. في المقابل, افيد عن غارة من مسيّرة اسرائيلية استهدفت مدينة بنت جبيل. وسُمِع دوي انفجار تبين أنه ناتج عن قيام الجيش الاسرائيلي بعملية تفجير واسعة في الخيام, وهو مستمر منذ ليل أمس بعملية نسف المنازل والمباني. وتمكن الدفاع المدني - صور من انتشال رفات شهيدين من بلدة شمع رغم تعرضهم لخطر المسيرة الاسرائيلية التي كانت تحلق بالاجواء. وأشارت المعلومات الى ان رتلا من دبابات ميركافا الاسرائيلية انسحب من وطى الخيام باتجاه منطقة سردا والعمرا المحاذية لبساتين الوزاني. كما أطلق الجيش الاسرائيلي نيران رشاشاته على محيط بلدة شقرا وقلعة دوبية والاودية المجاورة لبلدتي قبريخا ومجدل سلم. كما سجل سقوط عدد من القذائف المدفعية الاسرائيلية على أطراف شيحين والجبين.
سياسيا, التقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل في مقره في بكفيا اللقاء النيابي التشاوري المستقل الذي ضم النواب الياس بو صعب, سيمون ابي رميا, الآن عون وإبراهيم كنعان وجرى عرض للمستجدات في لبنان والمنطقة. وأكد أبي رميا بعد اللقاء ضرورة انتخاب رئيس سيادي وإصلاحي قادر على قيادة مسار إنقاذي يعالج الأزمات الاقتصادية والعسكرية ويعيد الثقة الداخلية والخارجية. وأشار إلى أهمية تجاوز "الترقيع" السابق واعتماد نهج إصلاحي جديد يتماشى مع التغيرات الداخلية والإقليمية, خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد. وأضاف أن هناك طاقات لبنانية يمكن الاستفادة منها, مشددًا على السعي لاختيار رئيس جامع بعيد عن الإقصاء, واستمرار الحوار مع جميع القوى. وأوضح أن الفرصة الآن تاريخية لإعادة بناء البلد على أسس وطنية, بعيدًا عن صراعات المحاور والمصالح الضيقة. وختم بالدعوة إلى تبني خطاب وطني لا يعزل أي مكوّن سياسي, مؤكدًا أن الأولوية هي للمصلحة اللبنانية ومغادرة الحسابات الإقليمية السابقة.
بدوره, شدد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على أنه يتعين على "حزب الله" التركيز على قضايا لبنان الداخلية وليس على المنطقة الأوسع. وقال: "لا نريد اختفاءهم, نريدهم أن يكونوا شركاء في الوطن اللبناني, متساوون معنا في الالتزام بالقواعد والحفاظ على سيادة لبنان, نحن نتفق معهم في الدفاع عن لبنان ودعم القضية الفلسطينية, لكن سياسيا ودبلوماسيا وليس عسكريا". وشدد باسيل على أن "حزب الله" يجب أن ينأى بنفسه عن "محور المقاومة" المتحالف مع إيران. من جهة أخرى, أكد باسيل أنه يعارض ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون للرئاسة. وقال إن اختيار عون سيكون مخالفا للدستور وإنه لا يحظي بإجماع بين كل الأحزاب اللبنانية. وأضاف باسيل: "نحن ضده لأننا لا نراه مناسبا للرئاسة... نحن بحاجة إلى مرشحين قادرين على لم شمل اللبنانيين", ورفض تحديد أحد بالاسم.
من جهته, اوضح المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إن سياسة الحكومة لطالما ارتكزت على احترام القوانين اللبنانية والدولية وهو ما نهجته طوال الفترة السابقة حين استقبل لبنان مئات الآلاف من الأشقاء السوريين".
وأضاف البيان, ان "ميقاتي يتابع هذا الموضوع عن كثب, وقد أجرى لهذه الغاية اتصالات مكثفة مع كل من وزير العدل هنري خوري, ومدعي عام التمييز القاضي جمال الحجار, والمدير العام للأمن العام بالتكليف اللواء إلياس البيسري".
غير أن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي اكد اليوم خلال مؤتمر صحافي, أنه "لم يدخل أي عنصر أمن بالنظام السوري السابق إلى لبنان", وأشار مولوي إلى أن "أي سوري ملاحق بتدابير قضائية يتم منعه من الدخول".
من جهة اخرى, رُفع اليوم علم الثورة السورية على مبنى السفارة السورية في بيروت.
اما اقليمياً, وخلال جلسة برلمانية مغلقة, ناقشت التطورات الإقليمية والأوضاع في سوريا, أكد الحرس الثوري الإيراني أن أي من قواته لم تعد متواجدة على الأراضي السورية. من جهته, نفى الجيش الإسرائيلي المعلومات المتداولة حول توغل قواته إلى مسافة 25 كلم من دمشق, مشيرا الى "اننا لم نتخطَّ المنطقة العازلة". وكانت "رويترز" أفادت بأن التوغّل الإسرائيلي وصل إلى مسافة 25 كلم عن دمشق من جهة الجنوب الغربي. في المقابل, ذكرت وكالة أ. ب. نقلاً عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله: "نخطط للاستيلاء على منطقة عازلة داخل سوريا وبعض النقاط ذات الأهمية الاستراتيجية".